أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ ) (١) وقال ـ ( وَمَنْ آمَنَ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ ) (٢) وقال ـ ( وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) وقال ( وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ) وقال ـ وأكثرهم لا يشعرون.
يا هشام ثم ذكر أولي الألباب بأحسن الذكر وحلاهم بأحسن الحلية فقال ( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَما يَذَّكَّرُ
______________________________________________________
قوله تعالى ( أَنْ يَقُولَ ) : أي لأن يقول أو وقت أن يقول.
قوله تعالى ( وَمَنْ آمَنَ ) : عطف على « أهلك » في قوله تعالى ( قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ ).
قوله تعالى « وأكثرهم لا يشعرون » : ليست هذه الآية في قرآننا ، ويحتمل الوجوه السابقة ، ثم اعلم أنه كان الأنسب ذكر هذه القرائن في سياق آيات ذم الكثرة ، كما هو في رواية تحف العقول فهي إما رجوع إلى أول الكلام ، أو ذكرت هيهنا لاستلزام ذم الكثرة مدح القلة ، وإنما كرر بعض تلك الفقرات مع ذكرها سابقا لتكرر ذكرها في القرآن في مواضع عديدة.
قوله عليهالسلام « أولوا الألباب » : هو على الحكاية ، وفي التحف : أولي الألباب ، واللب : العقل وأريد به هنا ذوي العقول الكاملة.
قوله تعالى ( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ ) : الحكمة تحقيق العلم وإتقان العمل ، وروي عن الصادق عليهالسلام : أنها طاعة الله ومعرفة الإمام ، وفي رواية أخرى عنه عليهالسلام أنها معرفة الإمام واجتناب الكبائر التي أوجب الله تعالى عليها النار ، وفي رواية أخرى عنه عليهالسلام : أنها المعرفة والفقه في الدين ، فمن فقه منكم فهو حكيم ، وعن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم رأس الحكمة مخافة الله ، وسيأتي تفسيرها في هذا الخبر بالفهم والعقل ، وكل ذلك داخل فيما ذكرنا أولا فلا تنافي بينهما.
وقال في المغرب : الحكمة ما يمنع من الجهل ، وقال ابن دريد : كل ما يؤدي
__________________
(١) سورة غافر : ٢٨.
(٢) سورة هود : ٤٠ والتاليتين في كثير من السور.