وصف بغير صورة ، ونعت بغير جسم ، لا إله إلا الله الكبير المتعال ، ضلت الأوهام عن
________________________________________________________
تعالى : « حجابا مستورا (١) » أو بمعناه أي ليس حجابه مستورا ، بل حجابه أمر ظاهر على العقول ، وهو تجرده وتقدسه وكماله ، ونقص الممكنات ، أو المعنى انه ليس محجوبا بحجاب محجوب بحجاب آخر (٢) كما هو شأن المخلوقين المحجوبين ، أو ليس احتجابه احتجابا بالكلية ، بحيث لا يصل إليه العقل أصلا ، أو المعنى : انه ليس محتجبا بحجاب محجوب فضلا عن الحجاب الظاهر ، فيكون نفيا للفرد الأخفى ، ويحتمل أن يكون المراد بالحجاب من يكون واسطة بين الله تعالى وبين خلقه ، كما ان الحجاب واسطة بين المحجوب والمحجوب عنه ، وكثيرا ما يطلق على من يقف أبواب الملوك ليوصل إليهم خبر الناس حاجبا وحجابا ، فالمراد بالحجاب الأنبياء والأوصياء عليهم السلام وقد أظهرهم الله تعالى للناس ، وبين حجيتهم وصدقهم بالآيات البينات ، والاحتمالات كلها جارية في الفقرة الثانية ، ويحتمل أن تكون الثانية مؤكدة للأولى ، وأن يكون المراد بالأولى الاحتجاب عن الحواس ، وبالثانية الاحتجاب عن العقول ، كل ذلك أفاده الوالد العلامة قدس الله روحه.
قوله : بغير رؤية ، وربما يقرء روية بتشديد الياء بغير همزة ، أي معرفة وجوده بديهي ، ولا يخفى بعده.
قوله : بغير جسم ، أي بغير أن يكون توصيفه بالجسمية ، أو بما يستلزمها ، وقيل أي غير جسم نعت له.
___________________
(١) سورة الاسراء : ٤٥.
(٢) في المطبوعة : « ليس محجوبا بالحجاب محجوب بحجاب آخر » وفي نسخة [ ب ] « ليس محجوبا بحجاب يكون محجوبا بحجاب آخر » وما اخترناه في المتن في المتن هو الموافق لنسخة [ ح ] المكتوب بخط الشارح قدس سره الشريف.