والله ولي من عرفه وعدو من تكلفه والعاقل غفور والجاهل ختور وإن شئت أن تكرم فلن وإن شئت أن تهان فاخشن ومن كرم أصله لان قلبه.
______________________________________________________
أقول : والكلام يحتمل وجوها آخر ذكرها يوجب الإطناب ، ويمكن فهم بعضها مما أومأنا إليه من المحتملات والله تعالى وحججه عليهالسلام أعلم بحقائق كلامهم.
قوله عليهالسلام ولي من عرفه : أي محبة أو ناصره ، أو المتولي لأموره حتى يبلغ به حد الكمال.
قوله عليهالسلام من تكلفه : أي تكلف معرفته وأظهر من معرفته ما ليس له ، أو طلب من معرفته تعالى ما ليس في وسعه وطاقته.
قوله عليهالسلام غفور : أي يعفو عن زلات الناس ، أو يستر عيوبهم ، أو يصلح نفسه وغيره ، من غفر الأمر بمعنى أصلحه.
قوله عليهالسلام ختور : هو من الختر بمعنى المكر والخديعة ، وقيل : بمعنى خباثة النفس وفسادها ، قال الفيروزآبادي : الختر : الغدر والخديعة ، وخترت نفسه خبثت وفسدت.
قوله عليهالسلام تهن : الظاهر تهان كما في بعض النسخ ، وعلى ما في أكثر النسخ يمكن أن يقرأ على المعلوم من وهن يهن بمعنى ضعف.
قوله عليهالسلام ومن كرم أصله : لعل المراد بكرم الأصل كون النفس فاضلة شريفة أو كون طينته طيبة كما يدل عليه قوله : خشن عنصره وإنما نسب اللين إلى القلب والغلظة إلى الكبد ، لأنهما من صفات النفس ولكل منهما مدخلية في التعطف والغلظة ، وسرعة قبول الحق وعدمها ، فنسب في كل من الفرقتين إلى أحدهما ليظهر مدخليتهما في ذلك ، ويحتمل أن يكون الأول إشارة إلى سرعة الانقياد للحق وقبوله ، والثاني إلى عدم الشفقة والتعطف على العباد ، ويمكن أن يكون النكتة في العدول عن القلب إلى الكبد التنبيه على أن الجاهل لا قلب له ، فإن القلب يطلق على محل المعرفة