______________________________________________________
الجاهل ، ومع خذلانه تعالى لا ينفع سعي العالم ويؤيد هذا ما في بعض النسخ من قوله يسعى مكان شقي.
الرابع : أن يقرأ العالم بالفتح إما مجرورا بالإضافة البيانية أو مرفوعا بالبدلية أي بين المرء والحكمة نعمة هي العالم ، فإن بالتفكر فيه وفي غرائب صنعه تعالى يصل إلى الحكمة ، والجاهل شقي محروم بين الحكمة وتلك النعمة.
الخامس : أن يقرأ العالم بالكسر مرفوعا على البدلية ويكون الضمير في بينهما راجعا إلى الجاهل والحكمة ، والمعنى أن بين المرء ووصوله إلى الحكمة نعمة هي العالم ، فإن بهدايته وإرشاده وتعليمه يصل إلى الحكمة ، والجاهل يتوسط بينه وبين الحكمة شقي يمنعه عن الوصول إليها.
السادس : أن يقرأ العالم بالكسر والجر بالإضافة اللامية ، وضمير بينهما راجعا إلى الحكمة ، ونعمة العالم أي يتوسط بين المرء والحكمة نعمة العالم ، وهي إرشاده وتعليمه ، والجاهل محروم بين الحكمة وتلك النعمة أي منهما جميعا.
السابع ما ذكره بعض الشارحين أيضا : وهو أن يكون البين مرفوعا بالابتدائية ونعمة خبره مضافا إلى [ العالم بكسر اللام والجاهل أيضا مرفوعا بالابتدائية وشقي خبره مضافا إلى ] بينهما ، وضمير بينهما راجعا إلى المرء والحكمة ، وقال : المراد بالعالم إمام الحق وبالجاهل إمام الجور ، وحاصل المعنى : أن وصل المرء مع الحكمة نعمة للإمام تصير سببا لسروره ، لأن بالهداية يفرح الإمام وإمام الجور يتعب ويحزن بالوصل بين المرء والحكمة ، ولا يخفى ما فيه.
الثامن : قرأ بعضهم نعمة العالم بفتح النون يعني أن الموصل للمرء إلى الحكمة تنعم العالم بعلمه ، فإذا رآه المرء انبعث نفسه إلى تحصيل الحكمة ، والجاهل له شقاوة حاصلة من بين المرء والحكمة ، أو المتعلم والعالم ، وذلك لأنه لا يزال يتعب نفسه إما بالحسد أو الحسرة على الفوت ، أو السعي في التحصيل مع عدم القابلية.