دور الحج في ثبوت صفة الزهد أو تقويتها
ومن جملة الدروس التربوية التي يمكن استفادتها من مدرسة فريضة الحج
( الزهد في الدنيا المحرمة )
والوجه في استلهام هذا الدرس من هذه المدرسة المباركة هو أن الإنسان المؤمن عندما يعقد العزم على الانطلاق في طريق تأدية هذه الفريضة المقدسة ـ أي فريضة الحج يرتسم نصب عينيه شبح الموت بسبب ما يتعرض له ويصاب به من التعب والمشقة المرهقة خصوصاً وقت تأدية واجب الطواف والرمي نتيجة الازدحام الشديد الذي يحصل في بيت الله الحرام حول الكعبة الشريفة وقت الطواف وفي وادي منى وقت الرمي وكثيراً ما يؤدي ذلك إلى إغماء بعضهم وربما إلى الوفاة .
وخوف الشخص من ذلك يُظهر له بصورة تفصيلية طبيعة هذه الحياة الدنيا وأنها دار ضيافة والإنسان فيها ضيف عند أهله وأصدقائه يقيم معهم فترةً ثم يرحل عنهم إلى مقره الأخير وداره الأخرى التي خلق من أجلها وخلقت من أجله وفيها يتقرر مصيره النهائي على ضوء أعماله التي قام بها في هذه الحياة الزائلة .
فإن كانت خيراً منسجمةً مع الوظيفة الشرعية المحددة له من قبل الله سبحانه كانت النتيجة خيراً وجنة عرضها السموات والأرض .