تلك العظامُ أعز ربك شأنها |
|
فتكادُ لولا خوفُ ربك تُعبد |
أبداً تباكرها الوفودُ يحثها |
|
من كل صوب شوقها المتوقد |
نازعتَها الدنيا ففزت بوردها |
|
ثم انطوى كالحُلم ذاك الموردُ |
وسعت إلى الأخرى فأصبح ذكرها |
|
في الخالدين وعطف ربك أخلد |
وفي ختام الحديث عن الطواف وحكمته يترجح ذكر حوار جرى بين عبد الله بن مبارك والإمام زين العابدين عليهالسلام عندما التقى به وهو في طريقه إلى مكة المكرمة لتأدية فريضة الحج المباركة . قال عبد الله هذا للإمام عندما رآه منفصلاً عن الحجاج : يا بُني مع من قطعت هذا البر وليس معك زاد ولا راحلة ؟ فأجابه الإمام عليهالسلام قائلاً :
يا شيخ قطعتُ هذا البرَّ مع البار ، ثم سأله ثانياً : وأين زادك وراحلتك ؟ فأجابه الإمام عليهالسلام قائلاً :
راحلتي رجلاي وزادي تقواي وقصدي مولاي .
بعد الجولة الواسعة في ميدان الطواف الفسيح واستلهام الكثير من العبر والدروس من مدرسته المباركة ، لا بد من الوقوف أمام تشريع وجوب صلاته المترتبة عليه من أجل النظر بعين الفكر إلى عمق هذه الصلاة وفي مقام إبراهيم بالذات دون غيره من الأماكن لقوله تعالى :
( وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ) (١) .
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية : ١٢٥ .