حكمة تشريع الطواف
وهو أول واجب يقوم به الحاج أو المعتمر لحج التمتع ـ والدروس التربوية التي يمكن استفادتها منه كثيرة .
(١) منها : إظهار رعاية التقيد والتعبد لله تعالى بتأدية هذا الواجب المقدس بكيفيته الخاصة من حيث اشتراط الابتداء به من الحجر الأسود وختامه به مع جعل الكعبة على جهة يسار الطائف وإدخال حِجْر إسماعيل في الطواف بمعنى جعله على اليسار أيضاً وتحديد العدد بسبعة أشواط فإذا التزم المكلف بإتيان هذا الواجب بهذه الكيفية وتلك الكمية من دون أن يعرف السر في ذلك كله على وجه التفصيل وإنما يأتي به كذلك لأن الله سبحانه تعبده به وما عليه إلا أن يقوم بواجب العبودية والتسليم للإرادة الإلهية مع الاقتناع التام بالحكمة السماوية وأن كل ما يأمر به الله سبحانه لا بد أن يكون لحكمة ومصلحة تعود إلى المكلف كما هو الشأن العام في كل ما يتعبد به المكلفين من الواجبات .
وكذلك كل ما ينهى عنه سبحانه لا بد أن يكون ذلك لحكمة ومفسدة تعود على المكلف .
وهذا المقدار من المعرفة الكاشفة عن وجود الحكمة في أصل تشريع وجوب الحج بصورة عامة ووجوب كل جزء من أجزائه وشعيرة من شعائره .