تقديم وتمهيد بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ وبه نستعين والصلاة والسلام على
أشرف الخلق وسيد المرسلين نبينا محمّد بن عبد الله وعلى آله الطاهرين وصحبه المنتجبين . وبعد : إذا فتح
الإنسان العاقل عين بصيرته على صفحات كتاب هذا الكون الفسيح والتفت إلى ما يحمل في طيه من الأسرار العميقة وتدبر أيضاً آيات كتاب التشريع الفصيح وتنبه لما يحفل به ويشتمل عليه من الحِكَم البالغة والتعاليم السامية . يُدرك بهذا وذاك أن
خالق هذا الكون ومنزل ذلك الكتاب إلهٌ عليم حكيم واحد أحد فرد صمد لا شريك له ولا ولد . وأن ما صدر عنه من خلق وتشريع كان لغاية سامية تتناسب مع كماله المطلق وحكمته البالغة . وقد صرح بالغاية التي
أوجد الكون من أجلها في العديد من الآيات الكريمة :