الحكمة في تحديد الطواف وتقييده بالحجر الأسود بداية ونهاية
لا أريد تناول الحديث حول هذا الموضوع من زاوية ذاتية تتعلق بحقيقة الحجر ونوعيته وهل هو درة نزلت من السماء أو من نوع آخر حصل من الأرض ؟
وذلك لأن معرفة هذه الخصوصية لا ترتبط بالهدف الأصيل العام المقصود من فرض الله سبحانه بدء الطواف بالحجر وختامه به ولذلك اقتصرت على ذكر ما يكون قابلاً للانسجام مع روح التعبد بفريضة الطواف وقيوده الخاصة وهو ما يستفاد من بعض الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام لبيان الحكمة في ذلك التعبد وهي أن الله سبحانه أراد جعل الحجر الأسود رمزاً لما تتحقق به المصافحة في مقام إعطاء العهد والميثاق لله سبحانه بالالتزام بخط العبودية والوفاء بميثاق الفطرة وعهد الاعتراف لله بالوحدانية وحق العبادة والإطاعة ولنبيه محمد بن عبد الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالرسالة ـ عندما يُقبّل الطائف هذا الحجر أو يصافحه ويستلمه .
وحيث أن الذي جرت
العادة بين أفراد المجتمع على المصافحة به هو يمين الإنسان الذي يُعطى العهد له ـ فقد عبر عن هذا الحجر بهذا الإعتبار بأنه يمين الله سبحانه تجوزاً وتسامحاً في التعبير كما في التعبير