بيان الحكمة في أصل وجوب الإحرام وتقييده بمكان الميقات مع بيان الحكمة في وجوب التلبية
إن الإحرام للحج أو العمرة من الميقات هو أول واجب يقوم به الحاج أو المعتمر وحيث أننا عزمنا على بيان الحكمة والسر في أصل تشريع وجوب الحج بصورة عامة وتشريع كل واحد من مناسكه المعهودة بصورة خاصة فلا بد لنا من الإشارة إلى الحكمة في ذلك إجمالاً بالنسبة إلى أصل التشريع وتفصيلاً بالنسبة إلى كل واحد من مناسكه .
وقبل الشروع ببيان ذلك بالنسبة إلى مناسك الحج ـ موضوع البحث أحب أن أمهد بمقدمة مختصره أبين فيها الحكمة في أصل تشريع العبادات بصورة عامة والسر في إلزام المكلف وتعبده بها بكيفيتها الخاصة فأقول :
إن المتأمل في الجانب التعبدي البارز في تشريع هذه الفريضة المباركة أي فريضة الحج ـ يدرك أن الحكمة في تشريع وجوبها هو نفس الحكمة الداعية لتشريع سائر العبادات وهي تقوية روح العبودية في حياة الإنسان المؤمن ليبقى على حالة عبادة لله سبحانه وانقياد إليه في جميع تصرفاته الاختيارية .
فالله لم يأمر المكلف
بالتعبد له بالصلاة بكيفيتها الخاصة إلا من أجل