من جملة الدروس التي يستفيدها الحاج من مدرسة الحج التربوية درس في الانضباط وقوة الشعور بالمسؤولية والإحساس بالمراقبة الإلهية الفعلية حال تلبسه بالإحرام الذي يُحس المكلف معه بنفس الإحساس والشعور الذي يهز وجدان المصلي حينما ينطق بتكبيرة الإحرام مستشعراً حينها بعظمة الإله الأكبر الذي وقف بين يديه ولجأ إليه ليستمد منه الحول والقوة من خلال قيامه بواجب العبودية تجاهه سبحانه .
ويؤكد استلهام الدرس المذكور من الإحرام وإتمامه بالتلبية المحققة له أي للإحرام ـ ما ورد عن الإمام زين العابدين عليهالسلام من سيطرة العظمة الإلهية والهيبة السماوية على مشاعره وتسبيب ذلك لعجزه عن النطق بعبارة التلبية وبعد أن ضبط أعصابه ونطق بها وقع مغشياً عليه وبعد أن أفاق من غشيته بين السبب الذي حبس لسانه ومنعه من النطق بها بسهولة كغيره من الحجاج والمعتمرين وأنه الخوف القوي من عدم قبول الله ذلك منه ورده عليه بقوله تعالى :
( لا لبيك ولا سعديك ) .
وإذا كان المحرم العادي من أفراد الحجاج لا يستطيع أن يرقى إلى المستوى الإيماني الرفيع الذي بلغه الإمام عليهالسلام وأدى به إلى هذه الحالة فلا أقل من أن تحصل له مرتبة قريبة من هذه الحالة التي تجعله في حالة مراقبة دقيقة لوظيفته الشرعية من أجل أن يقوم بها على الوجه المطلوب
__________________
= الجزء الأول للمؤلف مع قليل من التغيير والتصرف .