الحكمة في تشريع وجوب الوقوف في عرفات
بعد الانتهاء من الجولة الفكرية والرحلة المعنوية التي انطلقنا بها في رحاب شخصية أبي الأنبياء وأبي الابتلاء النبي ابراهيم عليهالسلام واستيحاء الكثير من العِبَر والدروس المفيدة من سيرته الرشيدة وتصرفاته السديدة المنطلقة من التشريع السماوي والمترجمة لما فيه من قيم رفيعة ومثل سامية تلفت الأنظار وتدعو إلى الإجلال والإكبار .
أجل : بعد هذه الجولة
الممتعة نعود لنكمل الحديث عن رحلة الحج المباركة بالحديث عن أبرز شعار وأروع منسك من مناسك هذه الفريضة الميمونة وهو الوقوف في عرفات الذي تتجلى فيه روح التعبد بربطه بهذا المكان الخاص وتحديده بزمانه المعلوم المحدد من طرف البداية بأول الزوال من يوم عرفة وهو التاسع من ذي الحجة ومن طرف النهاية بالغروب منه أي من يوم عرفة مع حصره بهذا اليوم الخاص دون غيره من أيام ذي الحجة وقد نبهت سابقاً على أن الحكمة الإلهية قد تقتضي تكليف الإنسان ببعض الوظائف الشرعية على وجه التعبد من دون أن تشرح الحكمة في أصل التشريع وفي بعض الخصوصيات من أجل تقوية روح العبودية والانقياد لإرادة الله تعالى مع الاعتقاد الجازم بحكمة الله تعالى وأنه لا يشرع بدون هدف كما لا يخلق بدون غاية ولا يوجد هناك أي موجب لأن يتعرض الله سبحانه لبيان الحكمة ولو بواسطة أنبيائه المرسلين كما لا يجب