وعلى ضوء هذا المفهوم الواعي لمعنى الزهد في الإسلام ـ ندرك أن الإنسان المؤمن لو ساعدته ظروفه على أن يملك الثروة الطائلة من الحلال ودفعه التزامه الديني لأن يخرج ما تعلق بها من الحق المعلوم للسائل والمحروم فهذا الشخص يكون من الزاهدين المقدرين عند الله سبحانه وعند المؤمنين الواعين .
أما الفوائد الأخرى التي يمكن تحصيلها من تأدية فريضة الحج فقد آثرت الإشارة إليها بالقصيدة التالية التي يستطيع المتدبر المثقف أن يستفيدها منها بذوقه السليم وفهمه المستقيم ، وعنوانها :
الحج للأجيال أفضل معهد
الحج للأجيال أفـضل معهدٍ |
|
تجني به عفوَ الإله السرمدي |
وتسير في درب التقى بتضامن |
|
وتعارف وتعاطف وتوددِ |
إحرامه نزعٌ لثوب مطامع |
|
وطوافُه إجلال ربٍ أوحد |
وصَلاتُه صِلةُ القلوب بخالق |
|
باري الوجود ونبع عيشٍ أرغد |
والسعيُ سعي للفـضيلة والعلى |
|
وقضاءِ حاجات الفقير المُجهد |
وكذلك التقصير رمز تجرّد |
|
من كل خُلْقٍ عن كمالك مُبعدِ |
أما الوقوفُ فوقفة لتعارف |
|
وتقارب رغم المكان الأبعد |
والإزدلاف لمشعر نرنو به |
|
لرضا السما بتضرع وتعبد |
والرمي رميٌ للطغـاة بموقفٍ |
|
حُرٍ ـ من الجمع الغفير ـ مُوحَّد |
والـذبحُ ذبحٌ للهوى وتأثرٌ |
|
بسخاء إبراهيم بالغض الندي |
والحلق زينة مؤمن متمسك |
|
بعُرى التقى رغم الزمان الأنكد |
أما المبيت لدى مِنى فضـيافةٌ |
|
محمودةٌ عند الإله الأجود |