بيان سبب صبر بلال على التعذيب وعدم رجوعه عن إسلامه
وبمناسبة ذكر بلال الحبشي كمثال للمؤمن الصابر على الأذى والتعذيب في سبيل الله يناسب ذلك الإتيان على ذكر من كان السبب في إسلامه والصبر على الأذى في سبيله أَلا وهو الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ حيث استطاع أن يُدخل نور الإسلام في عقله وقلبه بالحكمة والموعظة الحسنة المؤيدة من قبل الله سبحانه بالمعاجز الخارقة وأهمها القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ـ ورغم ذلك فإن الكثيرين من المشركين ظلوا مصرين على عنادهم ومواجهين له ولمن أمن به بكل أنواع التعذيب الجسدي والنفسي وقد أخبر عن ذلك بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
( ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت ) ومع ذلك كله ظل مستمراً على دعوته صابراً على الأذى في سبيل انتشارها وانتصارها ومقدماً لغيره من المؤمنين القدوة المثلى والأسوة الحسنة الفُضلى في الصبر والاحتساب .
كما كان قدوةً رائدةً بالتجمل بكل الصفات الكمالية قال سبحانه مبيناً هذه الحقيقة ومادحاً له بالاستقامة في سبيل الحق ولأصحابه التابعين له بإحسان :
(
لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو
اللَّهَ وَالْيَوْمَ