حصول هذه الصفة للصائم لما ذكرناه آنفاً من قوة وجه الشبه بين شعيرة الحج وفريضة الصوم .
حتى مع الأشخاص الذين يختلف الحاج معهم في العقيدة أو الاتجاه السياسي أو السلوك الاجتماعي أو لأي سبب آخر .
وذلك لأن التزامه بتروك الإحرام وعدم حصول الموقف السلبي منه حتى مع الحيوان البري بل وحتى مع الحيوان المضايق له مما يتعلق ببدنه أو بثوبه كالقمل والبراغيث ونحوهما ومع نبات الحرم وشجره رغم عدم شعوره وإحساسه بالألم لو قطع أو قلع .
أجل : إن التزام الحاج بالموقف السلمي حتى مع هذه المضايقات له نفسياً أو جسمياً ـ واستمراره على ذلك مدة أيام إحرامه .
يزرع في نفسه صفة الحلم والالتزام بخط السلم وعدم مد يد الإيذاء لأي كائن ولو كان مضايقاً له وذلك عندما يكون ملتفتاً لهذه الحكمة البالغة والغاية النبيلة ويحرص على انطلاقها معه في إطار حياته الاجتماعية فلا يصدر منه إلا ما يكون منسجماً مع هذه الروح السلمية في إطار الأسرة ـ المجتمع الصغير ـ وفي إطار المجتمع الكبير أيضاً ويكون بذلك مصداقاً للمؤمن الرسالي الذي قيل في وصفه بأن خيره مضمون وشره مأمون .
كما يكون بهذا وذاك مورداً للحديث القائل ما مضمونه :
ـ إن المؤمن إذا أدى فريضة الحج بوعي وتدبر لأهدافها وحققها على الصعيد العملي ـ يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه .
وحدثنا التاريخ أن
الالتزام بخط هذه الفريضة المربية من قبل