ولا يحصل منه خروج عن إطارها يؤدي إلى انحرافه عن خط العبودية وحرمانه من الألطاف الإلهية .
وتقوي حالة المراقبة عند الحاج ـ كثرة محرمات الإحرام وإحاطتها به بسبب هذه الكثرة وصعوبة الاحتراز من بعضها وخصوصاً ما يكون معتاداً عليه منها حال تجرده من الإحرام مثل قتل القمل والبرغوث ونحوهما من المؤذيات ومثل شم الطيب والنظر إلى المرآة ولمس المرأة بشهوة وتقبيلها ولو بدونها والتزين باللباس وغيره وهكذا وإذا استمر المحرم على هذه الحالة فترة من الوقت ثبتت في نفسه وأصبحت مرافقةً له لتعطي أثرها المنشود حتى بعد التحلل من الإحرام والانطلاق من قيود محرماته المحدودة المعهودة .
والمقصود من الأثر المنشود المتوقع ترتبه على الإحرام والالتزام بامتثال أحكامه هو تأكيد الالتزام العام بالأحكام الشرعية العامة وامتثالها كما أراد الله سبحانه ونتيجة ذلك تركه المحرمات الشرعية الذاتية على حد تركه لمحرمات الإحرام وقت تلبسه به .
وبذلك يظهر وجه الشبه بين شعيرة الإحرام وفريضة الصيام التي تمنع الصائم من المفطرات وأكثرها مباح في نفسه ـ من أجل أن تقوى في نفسه ملكة الالتزام بترك كل حرام في جميع الشهور والأيام وهكذا شرعت وظيفة الإحرام في حق الحاج والمعتمر من أجل أن يستفيد من الالتزام بأحكامه وترك محرماته ـ درساً تربوياً يبقى معه ويُلزمه بترك المحرمات الذاتية العامة كما كان تاركاً لمحرمات الإحرام وقت تلبسه به .
من جملة الدروس
التربوية التي يمكن استفادتها من مدرسة الحج درس في قوة الإرادة والصبر وقت الشدة وذلك لنفس الوجه الذي علل به