بالوجوب الكفائي وكذلك حث على الإصلاح وبين أهمية دوره الفعال في القضاء على الخصومة وزرع المودة مكان العداوة .
وقد تحدثتُ حول موضوع الإصلاح وبينت أهميته ودوره الإيجابي في إزالة الفتنة والعداوة وزرع التفاهم والمودة وذكرت الآيات المباركة والروايات المشهورة التي تحث عليه وتدعو إليه وذلك في الجزء الأول من وحي الإسلام صفحة ١٨٣ كما تحدثت حول هذا الموضوع في الجزء الثاني من هذا الكتاب عندما ذكرت فيه أسباب علاج مرض العداوة ووسائل القضاء عليه .
ومن جملة الدروس التي تقدمها مدرسة هذه الفريضة المقدسة ـ فريضة الحج ـ درس في الالتزام بآداب الإسلام وأخلاق القرآن قولاً وعملاً وسلوكاً مع الآخرين .
فالقول : يكون منسجماً مع روح الأدب الإسلامي فلا يكون مشتملاً على الكذب والسباب والسخرية والتنابز بالألقاب ونحو ذلك من المحرمات الإسلامية اللسانية التي يتأكد تحريمها وقت الإحرام باعتبار أنه شرع من أجل أن يبعد المكلف عما يضره من قول مثير وعمل منحرف عن منهج التقوى والفضيلة وليقربه بذلك من ساحة الرحمة الإلهية والأخلاق السماوية التي تنفعه وترفعه في كلتا الدارين ولنفس السبب حرم الإسلام الجدال في الحج وهو قول الشخص لغيره في مقام النقاش والمجادلة : لا والله وبلى والله .
قال سبحانه : ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ
الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ