وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ) (١) .
والمراد بالرفث النطق بكلام الفحش الذي يقبح التحدث به ـ والمراد بالفسوق الخروج عن جادة الإطاعة الإلهية وقد تقدم بيان المراد من كلمة الجدال .
وبإلقاء نظرة عامة على محرمات الإحرام يُعرف أن الهدف المقصود من تشريعها فيه أو تأكيد حرمتها الذاتية العامة الثابتة حتى في غير حال الإحرام ـ هو صهر المكلف في بوتقة الأدب الإسلامي والخلق القرآني ليخرج من إطار الإحرام وليتخرج من مدرسة فريضة الحج المقدسة وهو حامل بيد تقواه وكف هداه الشهادة العالية التي تصعد به إلى المرتبة العالية والمنزلة السامية التي يتفوق بها على الملائكة بروحه الطاهرة وقلبه السليم وخلقه الكريم .
وبذلك يحقق الغاية المقصودة من تشريع وجوب فريضة الحج وهي تلتقي بجوهرها مع روح الغاية العامة التي أوجب الله سبحانه العبادة بمعناها العام على المكلفين من أجل أن يتوصلوا بها إليها ويحصلوا عليها وهي الكمال والسعادة في الدنيا والآخرة ـ وقد صرح الله سبحانه بنتيجة الالتزام بعبادته والاستقامة في خط تقواه في قوله تعالى :
( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) (٢) .
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية : ١٩٧ .
(٢) سورة الأعراف ، الآية : ٩٦ .