الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) (١) .
وقد ترجم صلىاللهعليهوآلهوسلم صبره على الأذى في سبيل مرضاة الله تعالى وتبليغ رسالته بقوله عندما قوبل بالقوة والعنف من قبل أهل الطائف على أثر توجهه إليهم لاحتماله قبولهم الدعوة ومدهم له بالنصرة :
إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي .
كما قابل الإمام علي عليهالسلام الأذى الذي حصل له بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالجلد والصبر قائلاً : لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين ) .
واقتدى السبطان العظيمان بجدهما الأعظم ووالدهما الأكرم ـ بالصبر على الأذى في سبيل مصلحة الإسلام والمسلمين حيث تجرع الحسن سُم الصلح مع حصمه معاوية ـ في هذا السبيل وقدم الحسين كل أنواع التضحية والفداء وصبر على كل أنواع الظلم والبلاء من أجل الغاية نفسها مردداً بلسان المقال أو الحال مخاطباً الله تعالى :
تركتُ الخلقَ طراً في هواكا |
|
وأَيتمتُ العيال لكي أراكا |
فلو قطعتَني في الحب إرْباً |
|
لما مال الفؤادُ إلى سواكا |
وقوله أيضاً بلسان الواقع والحقيقة الإيمانية :
إن كان دين محمد لم يستقم |
|
إلا بقتلي يا سيوف خذيني |
مرة أخرى نعود للحديث عن شخصية النبي إبراهيم عليهالسلام لنستلهم منها المزيد من الدروس التربوية التي ترسخ إيماننا وتساعدنا على مواجهة
__________________
(١) سورة الأحزاب ، الآية : ٢١ .