التحديات والامتحانات الصعبة التي يتعرض لها المؤمن وهو ينطلق في مسيرته الإيمانية ويقوم بواجب وظيفة العبودية كما أمر الله تعالى بصبر وتسليم مستسهلاً الصعب ومستعذباً المر في سبيل تأدية واجبه المقدس .
وقد شاءت الإرادة الإلهية لأبي الأنبياء بطل التوحيد النبي إبراهيم عليهالسلام ( موضوع الحديث ) أن يتعرض لشتى أنواع الامتحان والابتلاء ويخرج منها كلها بنجاح وتفوق وقد مر الحديث حول ابتلائه أولاً بأمره بالهجرة مع زوجته هاجر وطفله الصغير إسماعيل إلى بلد غير ذي زرع ليتركهما هناك ويرجع من حيث انطلق وقلبه معهما وعين عاطفته مشدودة إليهما .
وقد نجح بهذا
الامتحان الصعب عندما سلم أمره لأمر الله تعالى وصبر على قضائه ليقضي أمراً كان مفعولاً ويحقق بهذه الهجرة المباركة هدفاً كبيراً وغاية سامية وهي تشييد بيت الله الحرام وبناء الكعبة مادياً ومعنوياً بتوجه كل المسلمين من أقطار العالم إليها بصلواتهم وغيرها من الشعائر الدينية التي يُعتبر في صحتها التوجه إلى الكعبة المشرفة وقد مرت الإشارة إلى ذلك كما مر الحديث حول ابتلائه ثانياً وامتحانه بالابتلاء الآخر الأشد والأصعب وهو أمره بذبح طفله الصغير الوحيد اسماعيل ـ وتقديمه قرباناً وقربة لله تعالى وقد عرفنا كيف قابل هذا البطل العظيم وولده الكريم الصغير سِناً والكبير شأناً وإيماناً ـ ذلك الامتحان الصعب بتسليم وخضوع لإرادة الله تعالى ونالا بذلك الفوز العظيم والنجاح الكبير وكافأهما الله عليه بما نالاه في هذه الحياة من التقدير والإكبار والمدح والإطراء الذي سجله الله بأحرف من نور على صفحات كتاب الخلود ورسالة العصور وهو كتابه الخالد ـ مضافاً إلى ما أعده لهما من الثواب الجزيل والمرتبة السامية في دار البقاء ومقر الجزاء وهي مرتبة المؤمنين الصابرين الراضين بالقدر