وقال آخر :
يستوجب العفو الفتى إذا اعترف |
|
وتاب عما قد جناه واقـترف |
وقد يتأكد العفو في بعض الموارد حتى يصبح واجباً أخلاقياً بالعنوان الثانوي بحيث إذا لم يحصل ممن طلب منه انعكست الآية وأصبح المظلوم ظالماً ومذنباً بهذا الاعتبار كما قال الشاعر :
إذا ما امرؤ من ذنبه جاء تائباً |
|
إليك فلم تغفر له فلك الذنب |
وحيث أن الله سبحانه هو السلام كما وصف نفسه وشرعه شرع السعادة والسلام فقد وسع دائرة السلام وفرض الأمان بين أفراد المجتمع في أربعة أشهر وهي ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب وذلك من أجل أن يشمل السلام كل مكان ولا ينحصر بمكان الحرم ولا بحال الإحرام من أجل أن يفرض بذلك الهدنة على الأشخاص المتقاتلين حتى إذا عملوا بهذه الفريضة وتركوا التحارب خلال هذه المدة أمكن لهم أن يعودوا إلى صوابهم ويرجعوا عن موقفهم العدائي الذي يؤدي بطبعه إلى استمرار الحرب وحصول أضرار كثيرة وأخطار كبيرة كما كان يحصل في أيام الجاهلية حيث كانت الحرب تستمر أعواماً عديدة وتستوعب مدة طويلة بلغت أربعين عاماً في بعض الحروب الجاهلية .
وذلك بسبب عدم وجود تشريع سماوي يطفىء نار الحرب بماء الحكمة والوعي .
وأضاف الإسلام إلى ذلك وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تؤدي بطبعها إلى التقليل من حصول التصادم بين أفراد المجتمع وفئاته .
ولأهمية هذه الفريضة
فقد اعتبرها الإسلام واجبة على الأمة