وذلك من أجل استيحاء الحكم البالغة والعبر النافعة وهي كثيرة :
١ ـ منها : أن الصلاة بصورة عامة تعتبر من أبرز مظاهر العبودية والخضوع التام أمام عظمة الله تعالى لتأدية واجب العبودية وفريضة الشكر له . والحاج بعد أن يتوفق بعناية الله تعالى ومعونته للوصول إلى أماكن تأدية فريضة الحج ويقوم بأول واجب من واجباته وهو الإحرام بشروطه المعتبرة ويتوفق بعد ذلك لزيارة بيت الله تعالى ويقوم بالواجب الثاني وهو الطواف بشروطه المعهودة يُطلب منه أن يقدم لله الشكر الجزيل والثناء الجميل لإحسانه إليه وتفضله عليه بالتوفيق لقيامه بما وجب عليه من الاحرام وزيارة بيت الله الحرام والطواف فيه ـ وبذلك ينال التوفيق لإكمال حجه ونيل المزيد من العناية الإلهية والتمكن من إكمال الوظيفة الشرعية .
قال سبحانه : ( لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) (١) .
وأما ربط هذه الصلاة ـ أي صلاة الطواف ، بمقام إبراهيم حيث قال سبحانه : ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) كما سبق ، فلا يبعد أن يكون وجه الحكمة فيه هو لفت نظر الأجيال الصاعدة الوافدة إلى هذا المقام ، إلى الدور البارز الذي نهض به بالنسبة إلى فريضة الحج بالتعاون مع ولده إسماعيل فهو :
أولاً : كان المجدد لبناء الكعبة مع ولده هذا برفع قواعدها والبناء فوقها بعد أنت كان مغطاة مستورة بسبب طوفان نوح عليهالسلام وهبوب الرياح العاتية . وعندما أراد إبراهيم وابنه المذكور تجديد بناء البيت بأمر من الله تعالى ـ سخر له الريح فكشفت له عن مكانه وظهرت القواعد الأساسية التي كان قائماً عليها في الزمن القديم وساعد ذلك على تجديد
__________________
(١) سورة ابراهيم ، الآية : ٧ .