البناء وإعادته إلى الوجود من جديد ، وقد أشار الله سبحانه إلى ذلك بقوله :
( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ ) (١) .
وثانياً : أن الاطلاع على سيرة هذا النبي العظيم وعبادته الخالصة المخلصة لله سبحانه يبرز شخصيته الرسالية المثالية على واقعها وأنها بلغت القمة في الإخلاص والتوحيد العبادي بعد أن بلغت ذلك في التوحيد العقيدي وتجلى ذلك بوضوح بعد تعرضه لامتحانات عديدةٍ وصعبة فقابلها بقوة إيمان وصلابة موقف وغاية في التسليم والخضوع لإرادة الله سبحانه وذلك هو روح العبودية وقلب العبادة الحقة التي خلق الله الإنسانَ من أجلها وكلفه بالعبادات الخاصة المعهودة لتكون وسيلةً لتحقق تلك العبادة بمعناها العام وهي صفة الخضوع المطلق لإرادة الله تعالى بكل عمل اختياري يمارسُه المكلف على صعيد هذه الحياة بإرادته واختياره .
وسأذكر المواقف التي تعرض فيها هذا النبي العظيم لأصعب الامتحانات وأشقها على النفس البشرية واستطاع بعناية الله سبحانه وقوة إيمانه أن يجتازها بقوة إرادة وصلابة عقيدة وأراد الله سبحانه أن يذكره ضمن حديثه عن مناسك الحج المتميزة عن غيرها من العبادات بصعوبة التأدية كما هو معلوم من أجل أن يقتدي المكلفُ به في مقام امتثاله التكاليف الشرعية وخصوصاً الصعبة منها .
والاقتداء بمثل هذه الشخصية المثالية غير مقصور على الموارد التي تحدث القرآن عنها وأشار التاريخ إليها مثل قصة الذبح الذي رأى في منامه
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية : ١٢٧ .