أنه مأمور به بالنسبة إلى ولده اسماعيل وكذلك شعار الرمي الذي تحدث عنه التاريخ أن الله أمره به بواسطة جبرائيل من أجل أن يطرد الشيطان الذي تعرض له ليمنعه من ذبح ولده وامتثال أمر ربه على تفصيل مذكور في قصص الأنبياء .
أجل : إن الاقتداء ببطل التوحيد خليل الله العظيم ليس مقصوراً على تلك الموارد بل يشمل كل مجالات التعبد والعبادة الخالصة لله تعالى بالمعنى العام الذي مرت الإشارة إليه .
من تلك المواقف الصعبة التي تعرض فيها النبي إبراهيم للامتحان الصعب ـ أمر الله له بأن يهاجر مع زوجته هاجر وطفله الوحيد اسماعيل ـ من فلسطين إلى الحجاز ليتركهما هناك في واد غير ذي زرع كما تحدث القرآن الكريم وفي جوار الكعبة التي رفع قواعدها بعد ذلك مع ولده اسماعيل هذا .
وكما كانت هذه الوادي مجردة من الزرع الذي يستفيد منه الإنسان طعامه الضروري كانت خالية من الماء أيضاً الذي هو مصدر الحياة وحفظها من التلف بعد الوجود قال سبحانه :
( وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ) (١) .
وخاليةً من الإنسان أيضاً بسبب خلوها من ذلك أي من الزرع مصدر الطعام والماء مصدر الشراب والحياة وذلك هو سر الصعوبة والشدة في هذا الامتحان وقد شاركته في تحمل الصعوبة والصبر على الشدة ـ زوجته المؤمنه المذكورة بالخير والثناء حيث رضيت بقضاء الله وسلمت أمرها له ليقضي أمراً كان مفعولاً مهما كلف قضاؤه من صعوبة ومعاناة ما دام ذلك
__________________
(١) سورة الأنبياء ، الآية : ٣٠ .