حاصلاً في طريق مرضاة الله وحصول الغاية السامية التي أراد تحققها بعد ذلك .
والسر الكامن وراء هذا التسليم والرضا بقضاء الله العليم الحكيم هو الإيمان الراسخ والثقة القوية بحكمته تعالى ورحمته وأنه لا يترك من لجأ إليه وتوكل عليه ـ بدون رعاية وحماية .
وبعد أن قام النبي إبراهيم بما أمره الله به بتسليم وانقياد لإرادته تعالى رغم الصعوبة النفسية التي يعاني منها الإنسان الأب في مثل هذا الموقف وخصوصاً إذا كان شيخاً كبيراً وكان ولده طفلاً صغيراً ووحيداً وقد منَّ الله به عليه حال شيخوخته وكبره .
وشاءت الحكمة الإلهية أن يتعرض هذا النبي العظيم لهذا الامتحان الصعب ليكون قدوةً للمؤمنين الذين يتعرضون لمثل هذا الامتحان الشديد في طريق قيامهم بواجب العبودية لله تعالى .
كما تكون زوجته هذه قدوة للنساء المؤمنات اللاتي يتعرضن لمثل هذا الابتلاء عندما يتوقف قيامهن بواجب الإطاعة لله تعالى وتنفيذ إرادته على تحمل المزيد من المشقة الجسمية والنفسية أو الأولى وحدها .
وإذا لاحظنا مجموع
الخصوصيات التي تجمعت لأم اسماعيل عليه السلام وسببت لها المزيد من الصعوبة والمعاناة ندرك أن امتحانها كان أصعب من امتحان زوجها الذي وقف هذه المرة عند حد السفر بولده الصغير وتركه مع والدته في صحراء جرداء لا كلأ فيها ولا ماء والخصوصيات التي سببت لها مضاعفة الانفعال العاطفي والجهد النفسي ـ كثيرة أبرزها رقة العاطفة المعهودة لدى الأم تجاه ولدها وخصوصاً إذا كان