إلا وأنتم مسلمون وأطيعوا فيما أمركم به ونهاكم عنه فإنه :
( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) (١) .
ثم قالت : ( أيها الناس إعلموا أني فاطمة وأبي محمد أقول عوداً وبدواً ولا أقول ما أقول غلطاً ولا أفعل ما أفعل شططاً ) .
وهناك رواية مروية عن الإمام الرضا عليهالسلام متضمنة لبيان الحكمة والسبب الذي اقتضى وجوب الطواف وهي أن الله سبحانه :
( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ) (٢) . فردوا على الله سبحانه فندموا فلاذوا بالعرش واستغفروا فأحب الله أن يتعبد بمثل ذلك العباد فوضع في السماء الرابعة بيتاً بحذاء العرش يُسمى الضراح ثم وضع البيت بحذاء البيت المعمور ثم أمر آدم فطاف به فتاب عليه وجرى ذلك في ولده إلى يوم القيامة (٣) .
ولا يخفى أن هذه الرواية ونحوها من النصوص الشرعية الواردة لبيان سبب تشريع وجوب الطواف ـ تقف على صورته وشكله وما يترتب على هذا الشكل من أثر مباشر وهو التعبد لله سبحانه وتحصيل الأجر بفعله وتفريغ الذمة من مسؤوليته ولكن إذا دققنا النظر وعمقنا الفكر لينفذ إلى روحه الطاهرة وقلبه النابض بالحيوية والحياة التي تنطلق به من حدود زمانه ومكانه وشكله وعنوانه .
إلى مكان أوسع وزمان أشمل وهدف أكمل .
__________________
(١) سورة فاطر ، الآية : ٢٨ .
(٢) سورة البقرة ، الآية : ٣٠ .
(٣) الوسائل ج ٩ ، ص ٣٨٨ ( ح ) ١٢ .