يتفقه في أحكام الدين بصورة عامة والحج بصورة خاصة كمطلب شرعي يُطلب منه تحقيقه على الصعيد العملي في حق نفسه ويمهد للآخرين الذين انطلقوا معه واعتمدوا عليه ـ سبيل تأدية فريضتهم كاملة شكلاً ومضموناً صورة وهدفاً ويكون من نتائج إدراك غاية أي شعار من شعارات الحج وغيره من الواجبات الإسلامية والتنبه لأهمية هذه الغاية ـ التحرك في طريق تحقيقها على الصعيد العملي .
وللتوضيح نمثل بشعار وقفة عرفات ـ موضوع الحديث ، فإن الحاج الواعي لفلسفة هذا الشعار المبارك ينطلق في طريق تحقيقه وذلك بالانفتاح على إخوانه المسلمين المنتمين إلى غير مذهبه على أساس أن الاختلاف في ذلك كالاختلاف في الرأي بمعناه العام الذي لا يؤدي عند العقلاء الواعين من المسلمين ـ لأن يفسد للود وللوحدة قضية بل كل ما يقتضيه ذلك هو حصول الحوار الهادف الهادىء بين رموز أرباب المذاهب ـ بالحكمة والموعظة الحسنة كما أدبنا القرآن وتكون النتيجة إما الالتقاء والاتفاق نظرياً وعملياً ـ ليحصل التكامل والتعاون على البر والتقوى ويترتب على ذلك ما ينفع الجميع . أو البقاء على الاختلاف في الرأي ـ مع البقاء على احترام كل فريق لمذهب الآخر من أجل المحافظة على وحدة الموقف التي تعود على الجميع بالعزة والقوة وتمكنهم من تحقيق أهدافهم المشتركة وأبرزها التحرير وتقرير المصير .
وتبرز أهمية الوحدة
الإسلامية والاعتصام بحبلها المتين من خلال ملاحظة ابتداء الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم دعوته المباركة بالدعوة إلى الاعتراف بشعارها المقدس وذلك بقوله : قولوا لا إله إلّا الله تفلحوا ، لأنهم عندما يتدبرون معنى هذا الشعار بعقولهم ويؤمنون بمضمونه بقلوبهم ثم يطبقونه على الصعيد العملي بسلوكهم ليضموا إلى توحيد العقيدة توحيد العبادة ـ