غالباً في كلتا الدارين . وإذا قدر له عدم حصول أمنيته المشروعة المعجلة لحكمةٍ اقتضت ذلك فهو لا يخسر ربح العمل وثوابه في الآخرة لقوله تعالى : ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ) (١) .
وذلك هو الربح الحقيقي الخالد المنعش لكيان الإنسان مادياً ومعنوياً قال تعالى : ( وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ) (٢) .
وقال سبحانه : ( وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَىٰ ) (٣) .
وعلى العكس من ذلك العامل غير المخلص في نيته فهو محكوم بالفشل والخسران إمَّا في كلتا الدارين أو في الدار الآخرة لو قدر له النجاح المادي أو المعنوي في هذه الحياة لحكمةٍ إلهية اقتضت ذلك ولكن لا قيمة لهذا الربح الزائل أمام خسارة الربح الحقيقي الدائم في دار السعادة والخلود قال سبحانه :
( مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ ) (٤) .
وإذا دققنا النظر في مصدر تلك الشوائب التي تسبب للإنسان الفشل والخسران في كلتا الدارين أو في الآخرة فقط ـ ندرك أنه الشيطان الرجيم والنفس الأمارة بالسوء نتيجة تأثرها بوسوسته .
ولذلك حذر الله من الأول ـ أي الشيطان ـ في العديد من الآيات منها قوله تعالى : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ
__________________
(١) سورة الزلزلة ، الآية : ٧ .
(٢) سورة الأعلى ، الآية : ١٧ .
(٣) سورة الضحى ، الآية : ٤ .
(٤) سورة الشورى ، الآية : ٢٠ .