والطبيعة كما صنع مع الملحدين أو يشككه في توحيد الخالق ذاتاً أو في توحيده عبادة كما يشككه في عدالته سبحانه بإثارة بعض الشبهات أو يشككه في النبوة العامة أو الخاصة كما صنع مع البراهمة الذين ادعوا إمكانية اكتفاء الله سبحانه بالعقل ليرشد الإنسان إلى ما يريده منه بدون حاجة إلى الرسول الظاهري الخارجي أو يشككه في الإمامة وكونها منصباً إلهياً يختاره الله لمن يشاء من عباده المتقين الذين تتوفر فيها مؤهلات حمل أمانة الرسالة وقيادة الأمة على النهج القويم والصراط المستقيم كما كان تعيين النبي راجعاً إليه ومقصوراً عليه تعالى لأنه أعلم حيث يجعل رسالته .
وقد يشككه في المعاد ليقع في حيرة وشك فيه كما صنع مع أولئك الذين ترددوا في ذلك وأخبر عنهم القرآن الكريم بقوله تعالى :
( وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ) (١) .
وقد يقوى تأثيره السلبي على فكر هذا الإنسان الضعيف فينتهي به إلى إنكار المعاد بصراحة وقد حكى الله سبحانه ذلك عن لسان جماعة من هذه الفئة الضالة المضلة بقوله تعالى :
( إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ) (٢) .
وإذا فشلت محاولة هذا العدو الخادع ولم ينجح في إزالة العقيدة أو إضعافها فهو يلجأ إلى التشكيك في قيمة التشريع الإسلامي وخصوصاً في هذه الأيام التي أثيرت فيها الشبهات الكثيرة والخطيرة حول الإسلام وأنه أفيون الشعوب لأنه يخدرها بما يعدها من نيل الثواب الجزيل والأجر العظيم غداً يوم القيامة إذا رضيت بالأمر الواقع وصبرت على ظلم
__________________
(١) سورة الواقعة ، الآية : ٤٧ .
(٢) سورة المؤمنون ، الآية : ٣٧ .