وإن لم يبق من الدنيا إلا فواق ناقة ختم له بالسعادة.
باب الخير والشر
١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن ابن محبوب وعلي بن الحكم ، عن معاوية بن وهب قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول إن مما أوحى الله إلى موسى عليهالسلام وأنزل عليه في التوراة أني « أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا » خلقت الخلق
______________________________________________________
والحاصل أن السعادة والشقاوة الأخرويتين إنما تكون بحسن العاقبة وسوءها والمدار عليهما ، فينبغي للإنسان أن يطلب حسن العاقبة ويسعى فيه ، ويتضرع إليه تعالى في أن يرزقه ذلك ، رزقنا الله وسائر المؤمنين حسن عاقبة المتقين.
باب الخير والشر
الحديث الأول : صحيح.
والخير والشر يطلقان على الطاعة والمعصية وعلى أسبابهما ودواعيهما ، وعلى المخلوقات النافعة كالحبوب والثمار والحيوانات المأكولة والضارة كالسموم والحيات والعقارب ، وعلى النعم والبلايا ، وذهبت الأشاعرة إلى أن جميع ذلك من فعله تعالى ، والمعتزلة والإمامية خالفوهم في أفعال العباد ، وأولوا ما ورد في أنه تعالى خالق الخير والشر بالمعنيين الأخيرين.
قال المحقق الطوسي قدسسره : ما ورد أنه تعالى خالق الخير والشر ، أريد بالشر ما لا يلائم الطباع وإن كان مشتملا على مصلحة ، وتحقيق ما ذكره أن للشر معنيين : أحدهما : ما لا يكون ملائما للطبائع كخلق الحيوانات المؤذية ، والثاني ما يكون مستلزما للفساد ، ولا يكون فيه مصلحة ، والمنفي عنه تعالى هو الشر بالمعنى الثاني لا الشر بالمعنى الأول ، وقال الحكماء : ما يمكن صدوره من الحكيم إما أن يكون كله خيرا ، أو كله شرا ، أو بعضه خيرا وبعضه شرا ، فإن كان كله خيرا وجب عليه تعالى خلقه ، وإن كان كله شرا لم يجز خلقه ، وإن كان بعضه خيرا وبعضه