وأعينوا على أنفسكم بلزوم الطريقة المستقيمة وهجر الأمور المكروهة وتعاطوا الحق بينكم وتعاونوا به دوني وخذوا على يد الظالم السفيه ومروا بالمعروف وانهوا عن المنكر واعرفوا لذوي الفضل فضلهم عصمنا الله وإياكم بالهدى وثبتنا وإياكم على التقوى وأستغفر الله لي ولكم.
باب النوادر
١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن سيف بن عميرة عمن ذكره ، عن الحارث بن المغيرة النصري قال سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن قول الله تبارك وتعالى : « كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ » (١) فقال ما يقولون فيه؟
______________________________________________________
وإخلاصها تصفيتها من الغش ، والموازرة المعاونة أي المعاونة الحسنة على الحق.
« وأعينوا على أنفسكم » أي على إصلاحها أو ذللوها وأقهروها فالمراد النفس الأمارة بالسوء ، وفي التوحيد أعينوا أنفسكم أي على الشيطان.
« وتعاطوا الحق » أي تناولوه بأن يأخذه بعضكم من بعض ليظهر ولا يضيع « دوني » أي عندي وقريبا مني أو قبل الوصول إلى أو حالكون الحق عندي.
« وخذوا على يد الظالم » أي امنعوه عن الظلم وأقهروه على تركه ، والسفيه من يتبع الشهوات النفسانية ، وذو الفضل : العترة الطاهرة ، أو يشمل غيرهم من العلماء والصلحاء والذرية الطيبة والوالدين وأرباب الإحسان على قدر مراتبهم ، عصمنا الله وإياكم عن اتباع الباطل بالهدي إلى الحق.
باب النوادر
الحديث الأول : مرسل.
قوله تعالى « إِلاَّ وَجْهَهُ » ، قيل فيه وجوه :
الأول : أن المعنى كل شيء فإن بائد إلا ذاته ، وهذا كما يقال هذا وجه الرأي
__________________
(١) سورة القصص : ٨٨.