قلت يقولون يهلك كل شيء إلا وجه الله فقال سبحان الله لقد قالوا قولا عظيما إنما عنى بذلك وجه الله الذي يؤتى منه.
______________________________________________________
ووجه الطريق ، قاله الطبرسي (ره) ، وقال : في هذا دلالة على أن الأجسام تفنى ثم تعاد على ما قاله الشيوخ في الفناء والإعادة.
الثاني : ما ذكره الطبرسي أيضا : أي كل شيء هالك إلا ما أريد به وجهه ، فإنه يبقى ثوابه عن ابن عباس.
الثالث : أن كل شيء هالك فإن الممكن في حد ذاته معدوم حقيقة إلا ذاته سبحانه ، فإنه الموجود بالذات بالوجود الحقيقي.
الرابع : أن المعنى كل شيء هالك وإنما وجوده وبقائه وكماله بالجهة المنسوبة إليه سبحانه ، فإنه علة لوجود كل شيء وبقائه وكماله ، ومع قطع النظر عن هذه الجهة فهي فانية باطلة هالكة ، وهذا وجه قريب خطر بالبال وإن قال قريبا منه بعض من يسلك مسالك الحكماء على أذواقهم المخالفة للشريعة.
الخامس : أن المعنى كل شيء هالك أي باطل إلا دينه الذي به يتوجه إليه سبحانه ، وكل ما أمر به من طاعته ، وقد وردت أخبار كثيرة على هذا الوجه.
السادس : أن المراد بالوجه : الأنبياء والأوصياء صلوات الله عليهم ، لأن الوجه ما يواجه به ، والله سبحانه إنما يواجه عباده ويخاطبهم بهم عليهمالسلام ، وإذا أراد العباد التوجه إليه تعالى يتوجهون إليهم ، وبه أيضا وردت أخبار كثيرة منها هذا الخبر.
السابع : أن الضمير راجع إلى الشيء أي كل شيء بجميع جهاته باطل فإن إلا وجهه الذي به يتوجه إلى ربه وهو روحه وعقله ومحل معرفة الله منه ، التي تبقى بعد فناء جسمه وشخصه ، وربما ينسب هذا إلى الرواية عنهم عليهمالسلام ، وأما وصفه عليهالسلام قولهم بالعظم ، فالظاهر أنه لإثباتهم له سبحانه وجها كوجوه البشر ، ومن قال ذلك فقد كفر ، وقيل : كان مرادهم فناء كل شيء غير ذاته تعالى فاستعظمه وأنكره عليهالسلام ، إذ من المخلوقات ما لا يفنى ، ولا يخفى بعده.