وصفت لأبي الحسن عليهالسلام قول هشام الجواليقي وما يقول في الشاب الموفق ووصفت له قول هشام بن الحكم فقال إن الله لا يشبهه شيء.
باب صفات الذات
١ ـ علي بن إبراهيم ، عن محمد بن خالد الطيالسي ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول لم يزل الله عز وجل ربنا والعلم ذاته ولا معلوم والسمع ذاته ولا مسموع والبصر ذاته ولا مبصر والقدرة ذاته ولا مقدور فلما أحدث الأشياء وكان المعلوم وقع العلم منه على المعلوم والسمع على
______________________________________________________
باب صفات الذات
الحديث الأول : مجهول.
قوله : وقع العلم منه على المعلوم ، أي وقع على ما كان معلوما في الأزل وانطبق عليه ، وتحقق مصداقه ، وليس المقصود تعلقه به تعلقا لم يكن قبل الإيجاد أو المراد بوقوع العلم على المعلوم العلم به على أنه حاضر موجود ، وكان قد تعلق العلم به قبل ذلك على وجه الغيبة ، وأنه سيوجد والتغير يرجع إلى المعلوم لا إلى العلم وتحقيق المقام : أن علمه تعالى بأن شيئا وجد هو عين العلم الذي كان له تعالى بأنه سيوجد ، فإن العلم بالقضية إنما يتغير بتغيرها ، وهو إما بتغير موضوعها أو محمولها ، والمعلوم هيهنا هي القضية القائلة بأن زيدا موجود في الوقت الفلاني ، ولا يخفى أن زيدا لا يتغير معناه بحضوره وغيبته ، نعم يمكن أن يشار إليه إشارة خاصة بالموجود حين وجوده ولا يمكن في غيره ، وتفاوت الإشارة إلى الموضوع لا يؤثر في تفاوت العلم بالقضية ، ونفس تفاوت الإشارة راجع إلى تغير المعلوم لا العلم.
وأما الحكماء فذهب محققوهم إلى أن الزمان والزمانيات كلها حاضرة عنده تعالى ، لخروجه عن الزمان كالخيط الممتد من غير غيبة لبعضها دون بعض ، وعلى هذا فلا إشكال لكن فيه إشكالات لا يسع المقام إيرادها.