فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ » (١) فقد فرضت عليهم المسألة ولم يفرض عليكم الجواب قال قال الله تبارك وتعالى : « فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ » (٢)
باب
أن من وصفه الله تعالى في كتابه بالعلم هم الأئمة عليهمالسلام
١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري ، عن سعد ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله عز وجل : « هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ » (٣) قال أبو جعفر عليهالسلام إنما نحن « الَّذِينَ يَعْلَمُونَ » و « الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ » عدونا وشيعتنا « أُولُوا الْأَلْبابِ ».
٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله عز وجل « هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ
______________________________________________________
قومهم إذا رجع النافرون إليهم ، فتدل على أن الجهاد واجب كفائي.
« قال » أي كتب « قال الله تبارك وتعالى » لعله عليهالسلام فسر الآية بعدم وجوب التبليغ عند اليأس من التأثير كما هو الظاهر من سياقها ، والحاصل أن عدم الجواب للتقية والمصلحة ، وقيل : لعل المراد أنه لو كنا نجيبكم عن كل ما سألتم فربما يكون في بعض ذلك ما لا تستجيبونا فيه ، فتكونون من أهل هذه الآية ، فالأولى بحالكم ألا نجيبكم إلا فيما نعلم أنكم تستجيبونا فيه.
باب أن من وصفه الله تعالى في كتابه بالعلم هم الأئمة صلوات الله عليهم
الحديث الأول : مجهول.
الحديث الثاني : صحيح.
« هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ » الاستفهام للإنكار والمراد يعلمون كل ما تحتاج إليه
__________________
(١) سورة التوبة : ١٢٣.
(٢) سورة القصص : ٥٠.
(٣) سورة الزمر : ٩.