باب الابتلاء والاختبار
١ ـ علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن حمزة بن محمد الطيار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال ما من قبض ولا بسط إلا ولله
______________________________________________________
ويمكن أن يكون قوله عليهالسلام : بقوتي إشارة إلى ذلك أيضا ، وللعبد مدخلية ضعيفة فيها بإرادته واختياره بخلاف المعاصي ، فإنها وإن كانت بالقدرة والآلات والأدوات التي خلقها الله فيه وله ، لكنه سبحانه لم يخلقها للمعصية بل خلقها للطاعة ، وصرفها في المعصية موجب لمزيد الحجة عليه ، وأما خذلانه ومنع التوفيق فليس فعلا منه تعالى بل ترك فعل لعدم استحقاقه لذلك واختيار المعصية بإرادته وسوء اختياره ، فظهر أن العبد أولى بسيئاته منه سبحانه.
وقوله : « وذاك أني » يمكن أن يكون تفريعا لا تعليلا ، أي لأجل ما ذكر لا يسأل سبحانه عن معاصي العباد ولا يعترض عليه وهم يسألون ، ولو كان تعليلا يحتمل أن يكون المراد أنه لوضوح كمال علمه وحكمته ولطفه ورحمته ليس لأحد أن يسأله عن سبب فعله وحكمة التكاليف ، والعباد لنقصهم وعجزهم وتقصيرهم يسألون ، وليس على ما زعمه الأشاعرة من أن المراد أنه لا اعتراض لأحد على المالك فيما يفعله في ملكه ، والعالم ملكه تعالى وملكه فله أن يفعل فيه كل ما يريده سواء كان خيرا أو شرا أو عبثا ، وهم لا يقولون بالمخصص والمرجح في اختياره تعالى لشيء ، قائلين إن الإرادة يخصص أحد الطرفين من غير حاجة إلى المخصص والمرجح لأنه لا يسأل عن اللمية ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
باب الابتلاء والاختبار
الحديث الأول : حسن.
والقبض في اللغة : الإمساك والأخذ ، والبسط : نشر الشيء ويطلق القبض على المنع والبسط على العطاء ، ومن أسمائه تعالى القابض والباسط ، لأنه يقبض الرزق