٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن علي بن الحكم ، عن أبان الأحمر ، عن حمزة بن الطيار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال لي اكتب فأملى علي إن من قولنا إن الله يحتج على العباد بما آتاهم وعرفهم ثم أرسل إليهم رسولا وأنزل عليهم الكتاب فأمر فيه ونهى أمر فيه بالصلاة والصيام فنام رسول الله
______________________________________________________
الحديث الرابع : حسن موثق.
قوله عليهالسلام : اكتب ، يدل على استحباب كتابة الحديث ولعل الأمر هنا للاعتناء بشأن ما يمليه لئلا ينسى شيئا منه ، والإملاء الإلقاء على الكاتب ليكتب ، وأصله من المضاعف فأبدل الثاني ياء ، كما قال تعالى على الأصل : « وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُ » (١) « بما آتاهم » أي من العقول « وعرفهم » ولعل المراد هنا معرفة الله سبحانه التي عرفها العباد بفطرهم عليها ، أو بنصب الدلائل الواضحة في الآفاق والأنفس عليها ، ويدل عليه قوله عليهالسلام : ثم أرسل إليهم ، فإن إرسال الرسول إنما يتأخر عن هذا التعريف
« وأنزل عليهم » وفي التوحيد « عليه » بإرجاع الضمير إلى الرسول وخص الصلاة والصيام بالذكر لأنهما من أعاظم أركان الإيمان والإسلام ، فنام رسول الله صلىاللهعليهوآله هذا النوم رواه العامة والخاصة أنه صلىاللهعليهوآله نام في المعرس حتى طلعت الشمس ، ومن أنكر سهو النبي لم ينكر هذا كما ذكره الشهيد (ره) لكنه ينافي ظاهرا ما عد من خصائصه صلىاللهعليهوآله أنه كان ينام عينه ولا ينام قلبه ، فيلزم ترك الصلاة متعمدا.
وأجيب عنه بوجوه : « الأول » أن المراد لا ينام قلبه في الأكثر وهذه الإنامة كانت لمصلحة فكان كنوم الناس.
الثاني : ما ذكره بعض العامة أن المراد أنه لا يستغرقه النوم حتى يصدر منه الحدث.
الثالث : ما قال بعضهم أيضا إنه صلىاللهعليهوآله أخبر أن عينيه تنامان وهما اللتان نامتا هيهنا ، لأن طلوع الفجر يدرك بالعين لا بالقلب ، ولا يخفى ما فيه إذ ظاهر
__________________
(١) سورة البقرة : ٢٨٢.