المدعو باسمه ولقد أعطيت الست علم المنايا والبلايا والوصايا وفصل الخطاب وإني لصاحب الكرات ودولة الدول.
______________________________________________________
فرق في المسمى بل في الاسم ، وهذا وجه حسن.
« والوصايا » أي أعلم ما أوصى به الأنبياء أوصياءهم وأممهم من الشرائع وغيرها.
« وإني لصاحب الكرات ودولة الدول » هذه الخامسة ويحتمل وجوها :
الأول : أن يكون المعنى أني صاحب الحملات في الحروب فإنه عليهالسلام كان كرارا غير فرار ، وصاحب الغلبة فيها ، فإنه كان الغلبة في الحروب بسببه ، أو إني صاحب الغلبة على أهل الغلبة في الحروب ، قال الفيروزآبادي : الكرة المرة والحملة ، وقال : الدولة انقلاب الزمان والعقبة في المال ، ويضم أو الضم فيه والفتح في الحرب ، أو هما سواء ، أو الضم في الآخرة والفتح في الدنيا ، والجمع دول مثلثة ، وأدالنا الله من عدونا ، من الدولة والإدالة الغلبة ، ودالت الأيام : دارت ، والله يداولها بين الناس.
الثاني : أن المراد إني صاحب علم كل كرة ودولة ، أي أعلم أحوال أصحاب القرون الماضية والباقية إلى يوم القيامة من أهل الدين والدنيا.
الثالث : أن المعنى إني أرجع إلى الدنيا مرات شتى لأمور وكلني الله بها ، وكانت غلبة الأنبياء على أعاديهم ونجاتهم من المهالك بسبب التوسل بنوري وأنوار أهل بيتي ، أو يكون دولة الدول أيضا إشارة إلى الدولات الكائنة في الكرات والرجعات ، فأما الرجعات فقد دلت عليها كثير من الروايات ، نحو ما روى في بصائر سعد بن عبد الله وغيره بالإسناد عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليهالسلام في خطبة طويلة رواه عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال فيها : وإن لي الكرة بعد الكرة والرجعة بعد الرجعة ، وأنا صاحب الرجعات وصاحب الصولات والنقمات والدولات العجيبات ، إلى آخر الخطبة ، وغيرها من الأخبار التي أوردتها في الكتاب الكبير.