إن الإمامة هي منزلة الأنبياء وإرث الأوصياء إن الإمامة خلافة الله وخلافة الرسول صلىاللهعليهوآله ومقام أمير المؤمنين عليهالسلام وميراث الحسن والحسين عليهالسلام إن الإمامة زمام الدين ونظام المسلمين وصلاح الدنيا وعز المؤمنين إن الإمامة أس الإسلام النامي وفرعه السامي بالإمام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد وتوفير الفيء والصدقات وإمضاء الحدود والأحكام ومنع الثغور والأطراف الإمام يحل حلال الله ويحرم حرام الله ويقيم حدود الله ويذب عن دين
______________________________________________________
« إن الإمامة هي منزلة الأنبياء » أي مرتبة لهم ولمن هو مثلهم أو كانت لهم فيجب أن ينتقل إلى من يشابههم ، وقيل : المعنى أنها منزلة بمنزلة نبوة الأنبياء ، فكما لا تثبت النبوة لأحد باختيار الخلق كذلك لا تثبت الإمامة باختيارهم « وإرث الأوصياء » أي ميراث انتقل من الأنبياء إليهم ، ومن بعضهم إلى بعض ، والإرث أصله الواو ، وهو في الأصل مصدر ، وكثيرا ما يطلق على الشيء الموروث كما هنا « إن الإمامة خلافة الله » إلخ خليفة الرجل من يقوم مقامه ، فلا بد أن يكون عالما بما أراد المستخلف ، عاملا بجميع أوامره مناسبا له في الجملة « زمام الدين » الزمام : الحيط الذي يشد في طرفه المقود وقد يسمى المقود زماما ، وفي الكلام استعارة مكنية وتخييلية « أس الإسلام » الأس والأساس أصل البناء « والنامي » صفة المضاف أو المضاف إليه والأول أظهر ، ونمو الأصل يستلزم نمو الفرع ، وقد يقال : هو من نميت الحديث أنميه مخففا إذا أبلغته على وجه الإصلاح وطلب الخير وهو بعيد ، « والسامي » العالي المرتفع ، وفرع كل شيء أعلاه.
« بالإمام تمام الصلاة » إلخ ، إذ هو الآمر بجميعها ومعلم أحكامها ، والباعث لإيقاعها على وجه الكمال ، وشرط تحقق بعضها ، والعلم بإمامته شرط صحة جميعها ، والفيء : الغنيمة لأنها كانت في الأصل للمسلمين ، لأن [ الله ] خلقها لهم وغصبها الكفار ، ففائت ورجعت إليهم ، وتوفيره قسمته على قانون الشرع والعدل ، والثغور : الحدود الفاصلة بين بلاد المسلمين والكفار « والأطراف » أعم منه « يحل حلال الله »