عليه شيئا لم يعلمه تأويله وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله والذين لا يعلمون تأويله إذا قال العالم فيهم بعلم فأجابهم الله بقوله : « يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا » والقرآن خاص وعام ومحكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ فالراسخون في العلم يعلمونه.
______________________________________________________
« وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ » مبتدأ وجملة الشرط والجزاء خبره ، وقيل : قوله : فأجابهم خبر ، وفيه بعد لخلو الشرط عن الجزاء إلا بتقدير ، والمراد بالذين لا يعلمون الشيعة ، أي الشيعة والمؤمنون.
« إذا قال العالم » أي الإمام عليهالسلام « فيه » (١) أي في القرآن وفي تأويل المتشابه ، وفي بعض النسخ « فيهم » أي الإمام الذي بين أظهركم ، فالظرف حال عن العالم « بعلم » أي بالعلم الذي أعطاه الله وخصه به « يَقُولُونَ » أي الشيعة في جواب الإمام بعد ما سمعوا التأويل منه « آمَنَّا بِهِ » فالضمير في قوله : فأجابهم راجع إلى الراسخين ، أي أجابهم من قبل الشيعة ، ويحتمل إرجاعه إلى الشيعة على طريقة الحذف والإيصال أي أجاب لهم ، وقيل : معنى فأجابهم : قبل قولهم ومدحهم ، فالضمير راجع إلى الشيعة.
وفي بعض النسخ « والذين يعلمون » بدون حرف النفي ، أي الذين يعلمون من الشيعة بتعليم الإمام والأول أصوب ، وقيل على الأول : الذين عطف على « أوصيائه من بعده » بتقدير والذين لا يعلمون تأويله يعلمونه كله « فيهم » حال للعالم ، والمراد أن الشيعة الإمامية يعلمون تأويل ما تشابه كله بشرطين : « الأول » أن يكون الإمام العالم حاضرا فيهم لا غائبا عنهم ، فإن الغائب لا يفيد قوله العلم إلا إذا تواتر ، وقلما يكون « والثاني » أن يعلمهم الإمام العالم بأن لا يكون كلامه في تأويل ما تشابه عن تقية ، وقوله : فأجابهم الله لإفادة أن جملة يقولون استئناف بياني لجواب سؤال مقدر ، ولا يخفى ما فيه.
__________________
(١) هذا التفسير على ما في بعض النسخ وفي المتن « فيهم ».