في البيت نور تراه لا يراه غيرها إلا أبوه فإذا ولدته ولدته قاعدا وتفتحت له حتى يخرج متربعا يستدير بعد وقوعه إلى الأرض فلا يخطئ القبلة حيث كانت بوجهه ثم يعطس ثلاثا يشير بإصبعه بالتحميد ويقع مسرورا مختونا ورباعيتاه من فوق وأسفل
______________________________________________________
المثال ، لأن الإمام قد يولد في النهار كما هو الظاهر في الخبر الأول ، وقيل : ظهور النور في البيت للوالدين دون غيرهما عبارة عن انكشاف الأشياء التي في البيت الظلماني بدون سراج لهما ، دون غيرهما ، نظير أن الخفاش يرى في الليل الظلماني ما لا يراه في النهار والإنسان على العكس ، انتهى.
ويحتمل أن يكونا يشاهدان نورا ظاهرا لا يشاهده غيرهما كما أن النبي يرى الملك ولا يراه غيره.
« قاعدا » أي على هيئة القاعد ليس يسبق برأسه « تفتحت » على بناء التفعل ثم « يستدير ».
قيل : هذا مبني على كون وجه أمه إلى القبلة ، وكون وجهه إلى ظهر أمه فيستدير بقدر نصف الدائرة « حيث كانت بوجهه » الظرف متعلق بقوله : لا يخطئ ، أي لا يخطئ القبلة بوجهه حيث كانت القبلة ، وفي بعض النسخ حتى كانت فهو غاية للاستدارة أي يستدير حتى تصير القبلة محاذية لوجهه ، والأول أظهر.
« ثم يعطس » من باب ضرب ونصر « يشير بإصبعه بالتحميد » أي بتحميده بالإشارة أو يجمع بينهما « مسرورا » أي مقطوع السرة ، قال الجوهري سررت الصبي أسره سرا إذا قطعت سره ، والسرر بكسر السين وفتحها لغة في السر بالضم ، وهو ما تقطعه القابلة من سرة الصبي « مختونا » قيل : أي مقطوع الغلف وإن لم يسقط الغلف ، فلا ينافي ما سيأتي في كتاب العقيقة من أن الأنبياء والأوصياء من ولد إسماعيل تسقط غلفهم وبقية سرتهم في اليوم السابع بدون حاجة إلى خيط وقطع ، بخلاف إسحاق وأولاده.