زوجة ؟ قال : نعم ، قال : استوهب منها درهماً من صداقها بطيبة نفسها من مالها فاشتر به عسلاً ثمّ اسكب عليه من ماء السماء واشربه ، ففعل الرجل ما أمر به فبرىء فسأل أمير المؤمنين عليهالسلام : أشيء سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟ .
قال : لا ، ولكن سمعت الله يقول في كتابه « فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا » (١) وقال « يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ (٢) » وقال « وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا » (٣) قال : قلت : إذا اجتمعت البركة والشفاء و الهنيىء والمرىء رجوت في ذلك البرء ، وشفيت إنشاء الله .
٦٧ ـ وفي رواية عن الصادق عليهالسلام أنّه شكى إليه رجل الداء العضال . فقال : استوهب درهماً امرأتك من صداقها واشتر به عسلاً وامزجه بماء المزن واكتب به القرآن واشربه .
ففعل ، فأذهب الله عنه ذلك ، فأخبر أبا عبد الله عليهالسلام بذلك فتلا « فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا » و « يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ » و « وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا » « وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ » (٤) وكان أمير المؤمنين إذا أصابه المطر مسح به صلعته وقال : بركة من السماء لم يصبها يد ولا سقاء .
توضيح : « لا صحّة مع النّهم » في القاموس : النهم محرّكة ـ : إفراط الشهوة في الطعام ، وأن لا يمتلىء عين الآكل ولا يشبع . وقال : ضني ـ كرضي ـ مرض مرضاً مخامراً كلّما ظنّ برؤه نكس ، وأضناه المرض ـ انتهى ـ .
وحاصل الفقرة الأولى أنَّ شدّة الحرص في الطعام أو الأعمّ من جملة الأمراض بل أشدُّها ، وحاصل الثانية أنَّ العقل يوجب الحزن والألم في الدنيا ، لأنّ العاقل محزون لآخرته لما يصيبه من الدنيا ، وأنّه يدرك قبحه بعقله بخلاف الأحمق الجاهل
__________________
(١) النساء : ٤ .
(٢) النحل : ٦٩ .
(٣) ق : ٩ .
(٤) الإسراء : ٨٢ .