الخلق والطيرة والحسد إلا أن المؤمن لا يستعمل حسده
______________________________________________________
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ذاك والله محض الإيمان » قال ابن أبي عمير : فحدثت بذلك عبد ـ الرحمن بن الحجاج فقال : حدثني (١) أبو عبد الله عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إنما عني بقوله هذا « والله محض الإيمان » خوفه أن يكون قد هلك ، حيث عرض له ذلك في قلبه.
وقد روت العامة في صحاحهم (٢) « أنه سئل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، عن الوسوسة فقال : تلك محض الإيمان » وفي رواية أخرى يأتي الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا وكذا حتى يقول من خلق ربك فإذا بلغ فليستعذ بالله وبنبيه ، وقيل : المراد بالخلق المخلوقات ، وبالتفكر فيهم بالوسوسة التفكر ، وحديث النفس بعيوبهم وتفتيش أحوالهم والأول أصوب كما عرفت. لكن يؤيد الثاني ما سننقله عن الجزري.
قوله عليهالسلام : « والطيرة » قال الجوهري : الطيرة مثال العنبة : هو ما يتشاءم به من الفال الرديء.
وفي الحديث « إنه كان يحب الفال ، ويكره الطيرة » (٣) وقال الجزري : وفيه « لا عدوى ولا طيرة » الطيرة بكسر الطاء وفتح الياء ، وقد تسكن : هي التشاؤم بالشيء ، وهو مصدر تطير يقال : تطير طيرة وتخير خيرة ، ولم يجيء من المصادر ، هكذا غيرهما ، وأصله فيما يقال : التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء وغيرهما.
وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم ، فنفاه الشرع ، وأبطله ونهى عنه ، وأخبر أنه ليس له تأثير في جلب نفع أو دفع ضر ، وقد تكرر ذكرها في الحديث اسما وفعلا. ومنه الحديث ثلاث لا يسلم أحد منهن الطيرة والحسد والطن. قيل فما
__________________
(١) في المصدر : حدّثني أبي عن أبي عبد الله عليهالسلام. وما أثبته هنا هو الصحيح.
(٢) صحيح مسلم : ج ١ ص ٦٠ ح ٢١١ « ط دار إحياء التراث العربي ».
(٣) الصحاح : ج ٢ ص ٢٢٧.