أحد عن رسول الله صلىاللهعليهوآله فغضب غضبا شديدا قال وكان إذا غضب انحدر عن جبينه مثل اللؤلؤ من العرق قال فنظر فإذا علي عليهالسلام إلى جنبه فقال له الحق ببني أبيك مع من انهزم عن رسول الله فقال يا رسول الله لي بك أسوة قال فاكفني هؤلاء فحمل فضرب أول من لقي منهم فقال جبرئيل عليهالسلام إن هذه لهي المواساة يا محمد فقال إنه مني وأنا منه فقال جبرئيل عليهالسلام وأنا منكما يا محمد فقال أبو عبد الله عليهالسلام
______________________________________________________
قوله عليهالسلام : « لي بك أسوة » قال في المصباح (١) : الأسوة بكسر الهمزة وضمها : القدوة ، وتأسيت به اقتديت ، وآسيته بنفسي بالمد سويته ، ويجوز إبدال الهمزة واوا في لغة اليمن ، فيقال : واسيته.
أقول : مضمون تلك الرواية من المشهورات بين الخاصة والعامة ، قال ابن أبي الحديد : (٢) روى أبو عمر (٣) ومحمد بن عبد الواحد الزاهد اللغوي غلام ثعلب ورواه أيضا محمد بن حبيب في أماليه أن رسول الله لما فر معظم أصحابه عنه يوم أحد كثرت عليه كتائب المشركين وقصدته كتيبة من بني كنانة ، ثم من بني عبد مناف (٤) بن كنانة فيها بنو سفيان بن عويف وهم خالد بن ثعلب (٥) وأبو الشعثاء بن سفيان وأبو الحمراء بن سفيان وغراب بن سفيان فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ، يا علي اكفني هذه الكتيبة ، فحمل عليها وإنها لتقارب خمسين فارسا ، وهو عليهالسلام راجل فما زال يضربها بالسيف فتفرق (٦) عنه ثم تجتمع عليه ، هكذا مرارا حتى قتل بني سفيان بن عويف الأربعة وتمام العشرة منها ممن لا يعرف بأسمائهم فقال جبرئيل عليهالسلام لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (٧) : إن هذه المواساة ، لقد عجبت الملائكة من مواساة هذا الفتى ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : وما يمنعه وهو مني وأنا منه : فقال جبرئيل : وأنا منكما ، قال : وسمع
__________________
(١) المصباح : ج ١ ص ٢١.
(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ١٤ ص ٢٥٠.
(٣) في المصدر : أبو عمر محمّد.
(٤) في المصدر : من بني عبد مناة.
(٥) في المصدر : خالد بن سفيان.
(٦) في المصدر : حتى تتفرّق عنه.
(٧) في المصدر : يا محمّد إنّ هذه.