عليهالسلام هذه الآية « سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا » (١) فكان من الآيات التي أراها الله تبارك وتعالى ـ محمدا صلىاللهعليهوآله حيث أسرى به إلى بيت المقدس أن حشر الله عز ذكره الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين ثم أمر جبرئيل عليهالسلام فأذن شفعا وأقام شفعا وقال في أذانه حي على خير العمل ثم تقدم محمد صلىاللهعليهوآله فصلى بالقوم فلما انصرف قال لهم على ما تشهدون وما كنتم تعبدون قالوا نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك رسول الله أخذ على ذلك عهودنا ومواثيقنا فقال نافع صدقت يا أبا جعفر فأخبرني عن قول الله عز وجل : « أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما » (٢) قال إن الله تبارك وتعالى لما أهبط آدم إلى الأرض وكانت السماوات رتقا لا تمطر شيئا وكانت الأرض رتقا لا تنبت شيئا فلما أن تاب الله عز وجل على آدم عليهالسلام أمر السماء فتقطرت بالغمام ثم أمرها فأرخت عزاليها ثم أمر الأرض فأنبتت الأشجار
______________________________________________________
السؤال عن أممهم وعلماء دينهم ، ولا يخفى انطباق ما ورد في الخبر وعدم احتياجه إلى التكلف.
قوله عليهالسلام : « وأقام شفعا » يدل على تكرار التهليل في آخر الإقامة كما يدل عليه بعض الأخبار ، ويمكن حمله على أن المراد كون أكثره شفعا ردا على بعض العامة القائلين بأن فصولها كلها وتر.
قوله عليهالسلام : « فتفطرت بالغمام » التفطر التشقق أي تشققت السماء بسبب الغمام ، أو عنه بأن يكون الباء بمعنى عن ، وظاهره أن الغمام أو لا نزل من السماء ونظيره ما قاله تعالى في وصف يوم القيامة « وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً » (٣) ويحتمل أن يكون المراد بالغمام المطر مجازا.
قوله عليهالسلام : « فأرخت عزاليها » قال في مصباح اللغة (٤) العزلاء وزان حمراء
__________________
(١) سورة الإسراء : ٢.
(٢) سورة الأنبياء : ٣٠.
(٣) سورة الفرقان : ٢٥.
(٤) مصباح اللغة : ج ٢ ص ٦٦.