فرآه رجل من المشركين والمسلمون قيام على شفير الوادي ينتظرون متى ينقطع السيل فقال رجل من المشركين لقومه أنا أقتل محمدا فجاء وشد على رسول الله صلىاللهعليهوآله بالسيف ثم قال من ينجيك مني يا محمد فقال ربي وربك فنسفه جبرئيل عليهالسلام عن فرسه فسقط على ظهره فقام رسول الله صلىاللهعليهوآله وأخذ السيف وجلس على صدره وقال من ينجيك مني يا غورث فقال جودك وكرمك يا محمد فتركه فقام وهو يقول والله لأنت
______________________________________________________
تعالى : « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ » (١) إن رسول الله غزا جمعا من بني ذبيان ومحارب بذي أمر ، فتحصنوا برءوس الجبال ونزل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بحيث يراهم ، فذهب لحاجته فأصابه مطر فبل ثوبه فنشره على شجرة واضطجع تحته والأعراب ينظرون إليه ، فجاء سيدهم دعثور بن الحرث حتى وقف على رأسه بالسيف مشهورا ، فقال : يا محمد من يمنعك مني اليوم؟ فقال : الله ، فدفع جبرئيل عليهالسلام في صدره ووقع السيف من يده فأخذه رسول الله وقام على رأسه ، وقال من يمنعك مني اليوم ، فقال : لا أحد وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فنزلت الآية.
وروى ابن شهرآشوب عن الثمالي نحوا من ذلك ، وزاد في آخره فسئل بعد انصرافه عن حاله؟ فقال : نظرت إلى رجل طويل أبيض دفع في صدري فعرفت أنه ملك ويقال أنه أسلم وجعل يدعو قومه إلى الإسلام.
قوله عليهالسلام : « وشد » قال الجوهري : شد عليه في الحرب يشد شدا أي حمل عليه (٢) قوله عليهالسلام : « فنسفه » أي قلعه.
قوله صلىاللهعليهوآله : « يا غورث » هذا كان اسم ذلك الرجل ، قال الفيروزآبادي
__________________
(١) المائدة : ١١.
(٢) الصحاح : ج ٢ ص ٤٩٣.