ملائكة الله المقربون وأنبياؤه المرسلون وعباده الصالحون من شر ما رأيت في ليلتي هذه
______________________________________________________
حتى جاوزوا من حيطان المدينة ، فعرض لهم طريقان فأخذ رسول الله ذات اليمين حتى انتهى إلى موضع فيه نخل وماء فاشترى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شاة كبراء وهي التي في أحد أذنيها نقط بيض فأمر بذبحها فلما أكلوا ماتوا في مكانهم فانتبهت فاطمة باكية ذعرة فلم تخبر رسول الله بذلك فلما أصبحت جاء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بحمار فأركب عليه فاطمة وأمر أن يخرج أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهمالسلام من المدينة كما رأت فاطمة عليهاالسلام في نومها فلما خرجوا من حيطان المدينة عرض لهم طريقان ، فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ذات اليمين كما رأت فاطمة عليهاالسلام حتى انتهوا إلى موضع فيه نخل وماء فاشترى به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شاة كما رأت فاطمة عليهاالسلام فأمر بذبحها فذبحت وشويت فلما أرادوا أكلها قامت فاطمة عليهاالسلام وتنحت ناحية منهم تبكي مخافة أن يموتوا فطلبها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى وقف عليها وهي تبكي فقال : ما شأنك يا بنية؟ قالت : يا رسول الله رأيت كذا وكذا في نومي ، وقد فعلت أنت كما رأيته فتنحيت عنكم فلا أراكم تموتون ، فقام رسول الله صلىاللهعليهوآله فصلى ركعتين ثم ناجى ربه ، فنزل عليه جبرئيل فقال : يا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم هذا شيطان يقال له : « الدهان » (١) وهو الذي أرى فاطمة هذه الرؤيا ويؤذي المؤمنين في نومهم ما يغتمون به ، فأمر جبرئيل عليهالسلام فجاء به إلى رسول الله فقال له : أنت أريت فاطمة هذه الرؤيا؟ فقال : نعم يا محمد فبزق عليه ثلاث بزقات فشجه في ثلاث مواضع ، ثم قال جبرئيل لمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم : قل يا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا رأيت في منامك شيئا تكرهه أو رأى أحد من المؤمنين فليقل : « أعوذ بما عاذت به ملائكة الله المقربون وأنبياء الله المرسلون وعباده الصالحون من شر ما رأيت من رؤياي ويقرأ الحمد والمعوذتين ، وقل هو الله أحد ، ويتفل عن يساره ثلاث تفلات ، فإنه لا يضره ما
__________________
(١) في المصدر : [ الرهاط ].