.................................................................................................
______________________________________________________
فوقها فلعل المراد تلك الجبال لا يخلو عن بعد ، مع أنها ربما كانت معاونة لحركة الأرض كما إذا تحركت كرة الماء بتموجها بأجمعها أو تموج أبعاضها المقاربة لتلك الخشونات ، وإنما يمانعها عن الحركة أحيانا عند حركة أبعاضها.
وإما لممانعة الأجزاء الهوائية المقاربة للجبال الكائنة على الربع الظاهر ، فكانت الأوتاد مثبتة لها في الهواء مانعة عن تحريك الماء بتموجه إياها ، كما يمانع الجبال المخلوقة في الماء عن تحريك الرياح إياها ، وحينئذ يكون وجود الجبال في كل منهما معاونا لحركة الأرض في بعض الصور معاوقا عنها في بعضها ، ولا مدخل حينئذ لثقل الجبال ، وتركبها في سكون الأرض واستقرارها.
والذي يظهر من قوله : لأن الجرم البسيط إلى آخره ، هو أن البساطة توجب حركة الأرض ، إما بانفرادها أو بمشاركة عدم الخشونة ، ولعله استند في ذلك إلى أن البسيط تتساوى نسبة أجزائه إلى أجزاء المكان ، وإنما الطبيعة تقتضي انطباق مركز الثقل من الأرض على مركز العالم على أي وضع كان ، والماء لا يقوى على إخراج الكرة عن مكانها ، نعم يحركها بالحركة المستديرة بخلاف المركب ، فإنه ربما كان بعض أجزائه مقتضيا لوضع خاص كمحاذاة أحد القطبين مثلا حتى تكون الفائدة تحصل بتركب بعض أجزاء الأرض ، وإن لم يكن هناك جبل وارتفاع فلا يكون الامتنان بخلق الجبل من حيث أنه جبل ، بل من حيث أنه مركب إلا على تقدير كون المراد أن المقتضي للسكون هو الحالة المركبة من التركب والتضريس.
والظاهر أنه من وصف الجبال بالشامخات في الآية مدخلية ارتفاعها في هذا المعنى ، إلا أن يكون الوصف لترتب فوائد أخر عليها ، وحينئذ لا مدخل لثقل الجبال في سكون الأرض كما يظهر من قوله أخيرا : فكل واحد من هذه الجبال