.................................................................................................
______________________________________________________
الأرض ، ويكون الجبال أوتادا لها أنها حافظة لها عن الميدان والاضطراب بالزلزلة ونحوها ، إما لحركة البخارات المحتقنة في داخلها بإذن الله تعالى ، أو لغير ذلك من الأسباب التي يعلمها مبدعها ومنشؤها ، وهذا وجه قريب ، ويؤيده ما روي في أخبار كثيرة أن ذا القرنين لما انتهى إلى السد جاوزه ، فدخل الظلمات ، فإذا هو بملك قائم على جبل طوله خمسمائة ذراع ، فقال له ذو القرنين : من أنت؟ فقال : أنا ملك من ملائكة الرحمن ، موكل بهذا الجبل فليس من جبل خلقه الله عز وجل إلا وله عرق إلى هذا الجبل ، فإذا أراد الله تعالى أن يزلزل مدينة أوحى إلى فزلزلتها ، وإنما أطنبنا الكلام في هذا المقام ، وخرجنا عما كنا بصدده من الاختصار التام ، لأنه من مزال الأقدام وقد ماد وتحير فيه كثير من الأعلام.
قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « زفرت وشهقت » بفتح الهاء والقاف ، قال الجوهري : الزفير اغتراق النفس للشدة ، والزفير أول صوت الحمار ، والشهيق آخره ، لأن الزفير إدخال النفس ، والشهيق إخراجه ، وقد زفر يزفر ، قال الفيروزآبادي : زفر النار : سمع لتوقدها صوت (١).
قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ثم إن الماء فخر وزخر » لعل المراد بالماء هاهنا المياه التي أسكنت في الأرض وخلقت على وجهها ، ولذا قيد صلىاللهعليهوآلهوسلم « الماء » في أول الخبر بالبحار السفلى ، وغلبة الأرض إنما هي عليها دون المياه الظاهرة ، فلا ينافي تأخر خلق هذا الماء عن كثير من الأشياء تقدم خلق أصل الماء وحقيقته على غيره من سائر الأشياء.
__________________
(١) القاموس : ج ٢ ص ٤١.