صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً » صلىاللهعليهوآلهوسلم تسليما أيها الناس إنه لا شرف أعلى من الإسلام ولا كرم أعز من التقوى ولا معقل أحرز من الورع ولا شفيع أنجح من التوبة ولا لباس أجمل من العافية ولا وقاية أمنع من السلامة ولا مال أذهب بالفاقة من الرضا بالقناعة ولا كنز أغنى من القنوع ومن اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة وتبوأ خفض الدعة والرغبة مفتاح التعب والاحتكار مطية
______________________________________________________
قوله عليهالسلام « أعز من التقوى » العز ، خلاف الذل والعزة أيضا القلة وندرة الوجود ، ويكون بمعنى الغلبة ، والعزيز الغالب ، ولا يخفى مناسبة جميع المعاني وإن احتاج الأخير إلى تكلف.
قوله : « ولا معقل » المعقل بالكسر : الملجإ والحصن والورع ، أمنع الحصون وأحرزها عن وساوس الشياطين في الدنيا ، وعن عذاب الله في الآخرة.
قوله عليهالسلام : « ولا شفيع أنجح » النجح والنجاح : الظفر بالحوائج أي لا يظفر الإنسان بشفاعة شفيع بالنجاة من العذاب كما يظفر بالتوبة.
قوله عليهالسلام : « ولا لباس أجمل من العافية » الجمال الحسن والبهاء والزينة ، والعافية من البلايا والسلامة من الكفر والشرك والمعاصي أو بالعكس ، ويحتمل التعميم فيهما.
قوله عليهالسلام : « من الرضا بالقناعة » في نهج البلاغة (١) من الرضا بالقوت.
قوله عليهالسلام : « ولا كنز أغنى » لعل اسم التفضيل هنا مشتق من الغناء بالفتح ممدودا ، بمعنى النفع أي أنفع أو من غني بالمكان أي أقام أي أثبت أو يقال : نسبة الغناء إلى الكنز إسناد مجازي والمراد غنى صاحب الكنز.
قوله عليهالسلام : « ومن اقتصر » إلخ قال الجوهري : البلغة : ما يتبلغ به من العيش وتبلغ بكذا اكتفى به (٢) فإضافة البلغة إلى الكفاف للتوضيح. وقال ابن ميثم (٣) : أي البلغة التي تكف عن الناس.
__________________
(١) نهج البلاغة تحقيق صبحي الصالح ص ٥٤٠ « المختار من الحكم ـ ٣٧١ ».
(٢) الصحاح : ج ٤ ص ١٣١٧.
(٣) لم نعثر بهذه العبارة في شرح الخطبة. لاحظ شرح نهج البلاغة لابن ميثم ج ٥ ص ٤٢٥ ـ ٤٢٦.