ولا تخبر الناس أنك أحق بهذا الأمر منا وأهل بيتك فتغرينا بك وبهم قال فقلت ومن رفع هذا إليك عني فقد كذب فقال لي أتحلف على ما تقول قال فقلت إن الناس سحرة يعني يحبون أن يفسدوا قلبك علي فلا تمكنهم من سمعك فإنا إليك أحوج منك إلينا فقال لي تذكر يوم سألتك هل لنا ملك فقلت نعم طويل عريض شديد فلا تزالون في مهلة من أمركم وفسحة من دنياكم حتى تصيبوا منا دما حراما في شهر حرام في بلد حرام فعرفت أنه قد حفظ الحديث فقلت لعل الله عز وجل أن يكفيك فإني لم أخصك بهذا وإنما هو حديث رويته ثم لعل غيرك من أهل بيتك يتولى ذلك فسكت عني فلما رجعت إلى منزلي أتاني بعض موالينا فقال جعلت فداك والله لقد رأيتك في موكب أبي جعفر
______________________________________________________
الإغراء : التحريص على الشر ، يقال : أغريت الكلب بالصيد.
قوله عليهالسلام : « ومن رفع هذا إليك » أي حكاه عني على وجه المرافعة والإضرار.
قوله عليهالسلام : « إن الناس سحرة » قال الجزري (١) : فيه « إن من البيان لسحرا » أي منه ما يصرف قلوب السامعين ، وإن كان غير حق ، والسحر في كلامهم صرف الشيء عن وجهه.
أقول : وفي بعض النسخ « شجرة بغي » مكان ، سحرة يعني.
قوله عليهالسلام : « وفسحة » بالضم أي سعة.
قوله عليهالسلام : « حتى يصيبوا منا » إلخ. لعل المراد دم رجل من السادات ، وأولاد الأئمة سفكوها عند انقضاء دولتهم.
ويحتمل أن يكون مراده عليهالسلام هذا الملعون خاصة ودولته ، والمراد بسفك الدم القتل ، ولو بالسم مجازا والبلد الحرام مدينة الرسول ، صلىاللهعليهوآله فإن هذا الملعون سمه على ما روي ولم يبق بعده عليهالسلام إلا قليلا.
__________________
(١) النهاية : ج ٢ ص ٣٤٦.